متمردو «23 مارس» يسيطرون على مدينة استراتيجية بشرق الكونغو وتفاقم معاناة النازحين

متمردو «23 مارس» يسيطرون على مدينة استراتيجية بشرق الكونغو وتفاقم معاناة النازحين
قوات عسكرية في الكونغو

 

تمكنت عناصر حركة "23 مارس" المتمردة من السيطرة على مدينة "كاماندي جيت" الاستراتيجية في إقليم "لوبيرو" بمقاطعة "كيفو الشمالية" بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد هجوم مباغت على تمركزات ميليشيات الدفاع الذاتي "وزاليندو" الموالية لحكومة كينشاسا.

هجوم بالأسلحة الثقيلة

ووفقا لوسائل إعلام محلية، اليوم الاثنين، فقد شن متمردو حركة 23 مارس مؤخراً هجوما بالأسلحة الثقيلة على مواقع مقاتلي "وزاليندو" الذي كانوا يسيطرون على هذه المدينة التي تقع على بعد 130 كم شمال مدينة جوما عاصمة مقاطعة "كيفو الشمالية"، كما سمع دوي إطلاق نار مساء في ميناء "كاماندي".

وأوضحت أن المتمردين شنوا هجومهم انطلاقا من مدينة "كيرومبا" الواقعة على بعد 20 كم من مدينة "كاماندي جيت" والذي يأتي بعد يومين من هجوم شنه عناصر "وزاليندو" على "كيرومبا".

أزمة النازحين

ويوفر الاستيلاء على مدينة "كاماندي جيت" الاستراتيجية العديد من الفرص للمتمردين للوصول إلى الجزء الجنوبي بأكمله من إقليم "لوبيرو" وخاصة إلى الساحل الجنوبي الغربي بأكمله لبحيرة "إدوارد" والتي تتصل بإقليم "روتشورو".

وتسببت هذا الهجوم على مدينة "كاماندي جيت"، التي يقدر عدد سكانها بـ35 ألف نسمة، في فرار الآلاف من سكان المدينة؛ الأمر الذي يفاقم أزمة النازحين في مقاطعة "كيفو الشمالية" الفارين من أعمال العنف.

جدير بالذكر أن سيطرة حركة "23 مارس" لمدينة "كاماندي جيت" يأتي في وقت أحرزت فيه عملية "لواندا" تقدما حيث اتفق خبراء جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا على خطة لانسحاب القوات الرواندية وتحييد ميليشيات "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" إلا أنه يتعين المصادقة عليها خلال الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه "لواندا" في 16 نوفمبر الجاري بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.

النزاع في شرق الكونغو

تشهد منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، الغنية بالمعادن، نزاعات مسلحة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، مع تصاعد المواجهات بين جماعات مسلحة محلية وأجنبية نشأت خلال الحروب الإقليمية التي اندلعت في تسعينيات القرن الماضي.

يعود النزاع في شرق الكونغو إلى بداية التسعينيات، بعد الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994، عندما هرب مئات الآلاف من اللاجئين، بمن فيهم عناصر من ميليشيات الهوتو المسؤولة عن الإبادة الجماعية، إلى شرق الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا). 

أدى ذلك إلى نشوب الصراع مع السكان المحليين والجماعات المسلحة المعارضة للحكومة الرواندية، سرعان ما أصبحت المنطقة ملاذاً للجماعات المسلحة الأجنبية والمحلية التي كانت تتنافس على الموارد والسيطرة على الأراضي.

أدت النزاعات المستمرة إلى كارثة إنسانية في المنطقة، حيث يعاني الملايين من السكان من التشرد والفقر، ويعتمد العديد منهم على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. 

وتشهد المنطقة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الجماعي، والاغتصاب، وتجنيد الأطفال، ورغم التدخلات الأممية وجهود بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو (MONUSCO)، لا يزال النزاع مستمرًا.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية